كيفية استخدام السكالبينج في التداول
حسب Paul Reid
السكالبينج أو المضاربة السريعة أو الخاطفة، هي استراتيجية تداول تتميّز بسرعة قصوى في اتخاذ قرارات التداول والاستجابة الفورية لتغيرات السوق اللحظية. وعلى عكس استراتيجيات التداول طويلة الأجل، تُنفذ عمليات السكالبينج خلال فترات زمنية قصيرة، وتتطلب تركيزًا حادًا واستجابات سريعة للتذبذبات المتواصلة في الأسواق.
تمثِّل بيئة سوق فوركس، مع تقلباتها السريعة ونبضها المتسارع، مسرحًا مثاليًا لاستراتيجية السكالبينج. تُتيح هذه التقلبات الكثير من الفرص المتكررة لتحقيق أرباح في مدد زمنية قصيرة من خلال استغلال تحركات الأسعار الطفيفة.
بينما نتعمق أكثر في تعقيدات السكالبينج وتطبيقاته في التداول، دعونا نستكشف المبادئ والاستراتيجيات والتحديات الرئيسية المرتبطة بهذا النهج الديناميكي.
مزايا وعيوب استراتيجية السكالبينج
تتسم استراتيجية السكالبينج بمزايا عديدة ومنها:
الأرباح السريعة
الميزة الأساسية لاستراتيجية السكالبينج هي سرعة تحقيق الأرباح. يمكن للمتداولين بالسكالبينج مراكمة أرباح صغيرة و لكن متكررة بمرور الوقت من خلال الاستفادة من تقلبات الأسعار الصغيرة.
السيولة
غالبًا ما تُطبّق استراتيجية السكالبينج في الأسواق المالية ذات السيولة العالية، حيث يكون حجم المعاملات كبيرًا. هذا يسهّل عمليات الشراء والبيع السريعة للأصول، مما يعزز من كفاءة الاستراتيجية.
تقليل التعرض للسوق
بما أن الصفقات تُفتح و تُغلق خلال فترات زمنية قصيرة جدًا، فإن ذلك يُقلل من خطر التعرض لتحركات السوق الليلية. هذا يسمح للمتداولين بتقليل المخاطر المرتبطة بالتطورات غير المتوقعة خلال ساعات إغلاق السوق.
التكيف مع الأسواق المتقلبة
يمكن أن تكون استراتيجية السكالبينج أكثر فعالية خلال فترات زيادة التقلب. تستغل الاستراتيجية التقلبات السعرية السريعة التي قد تحدث خلال الأحداث الاقتصادية الهامة أو غيرها من لحظات اضطراب السوق.
في المقابل، هناك أيضًا بعض العيوب لاستراتيجية السكالبينج، مثل:
ارتفاع تكاليف المعاملات
قد يؤدي العدد الكبير لعمليات التداول التي تُنفّذ عند استخدام استراتيجية السكالبينج إلى تراكم تكاليف الرسوم والعمولات بسرعة. لذلك، يجب على المتداولون الانتباه إلى هذه التكاليف لأنها قد تؤثر سلبًا على الأرباح الصافية.
الضغط النفسي والتوتر
قد يترتب على الحاجة إلى اتخاذ قرارات سريعة ومستمرة مستوى عالٍ من التوتر والضغط النفسي. يتطلب السكالبينج انضباطًا عقليًا والقدرة على التركيز في ظلّ ظروفٍ غالبًا ما تكون محمومة.
الاعتماد المفرط على التكنولوجيا
يعتمد المتداولون في الغالب على أدوات تداول متقدمة ومؤشرات فنية خاصة بالسكالبينج وكذلك خوارزميات برمجية لتنفيذ أوامر التداول بأقصى سرعة ممكنة. وذلك يمكن أن يؤدي إلى اعتماد مفرط على التكنولوجيا ويزيد من المخاطر المرتبطة بالمشكلات الفنية.
الحاجة لانتباه دائم
تتطلب استراتيجية السكالبينج المراقبة المستمرة للسوق. يجب أن يكون المتداولون مستعدين دائمًا للتصرف بسرعة في أي لحظة لاستغلال الفرص القصيرة الأمد. و هذا يتطلب وقتًا وانتباهًا كبيرين.
التأثر الشديد بالاسبريد
يجب الانتباه جيدًا لمستوى السبريد عند التداول بالسكالبينج؛ أي الفرق بين أسعار الشراء والبيع. إذ إن السبريد الواسع يمكن أن يقلل من المكاسب المحتملة كثيرًا.
صعبة على المتداولين المبتدئين
نظرًا لسرعة إجراء التداولات والحاجة إلى اتخاذ القرارات لحظية، قد يواجه المتداولون المبتدئون صعوبة في استخدام استراتيجية السكالبينج. إذ إنه يجب توفر معرفة دقيقة بأسواق المال وخبرة سابقة في التداول للنجاح في تنفيذ هذه الاستراتيجية.
أربع طرق للتداول بالسكالبينج
استراتيجية السكالبينج باستخدام مؤشر الستوكاستيك
تعتمد هذه الاستراتيجية على مؤشر ستوكاستيك الذي يساعد المتداولين على توقع الانعكاسات السعرية المُحتملة وذلك من خلال تحديد حالات التشبع في البيع أو الشراء.
يقدم هذا المؤشر، بخطيه %K و%D، معلومات قيمة حول اتجاه وحجم التحركات السعرية المُحتملة.
عندما يتجاوز الخط %K المستوى 80، فهذا إشارة إلى حالة تشبع بالشراء قد تتبعها حركة تصحيح هبوطية. بالمقابل، إن نزل الخط عن مستوى 20، يُعتبر السعر في حالة تشبع بالبيع، ما قد يشير إلى حركة تصحيحية صعودية.
يستفيد المتداولون من هذه الإشارات لاتخاذ قرارات الدخول والخروج من الصفقات سريعًا.
السكالبينج باستخدام المتوسطات المتحركة
استخدام المتوسطات المتحركة من الأساليب الشائعة في استراتيجيات المضاربة السريعة، إذ تُستخدم لتتبع تحركات السوق، عبر تبسيط تمثيل تقلّبات الأسعار لتُسهل رؤية الاتجاه العام لسعر.
عند تقاطع متوسطات متحركة ذات فترات زمنية متفاوتة، ينتج عن ذلك إشارات بيع أو شراء.
فعلى سبيل المثال، عندما يتقاطع متوسط متحرك قصير المدى مع متوسط متحرك طويل المدى ويتجه للأعلى، فهذه إشارة محتملة على بداية اتجاه صاعد في السوق، يشجع المتداولين على فتح صفقات شراء. وبالعكس، قد يشير التقاطع الهابط إلى فرصة للبيع.
يساعد هذا الأسلوب المتداولين على الاستجابة السريعة لتقلبات الأسعار، وهذا عنصر أساسي في المضاربة السريعة أو السكالبينج.
السكالبينج باستخدام مؤشر البارابوليك
مؤشر بارابوليك سار أو مؤشر التوقف والانعكاس (Parabolic SAR)، من المؤشرات الفنية التي تستعمل بنجاح في المضاربة السريعة لأنه يتتبع اتجاه السعر.
يرسم هذا المؤشر نقاطًا أعلى أو أدنى السعر حسب اتجاهه، فظهور النقاط أسفل السعر قد يدل على اتجاه صعودي، أما إن كانت فوقه، فقد يدل ذلك على اتجاه هبوطي.
تساعد هذه النقاط المتداولين على تحديد مناطق انعكاس اتجاه السعر المحتملة. وتُستعمل لتحديد مناطق فتح أو إغلاق أو عكس الصفقات بسرعة حسب حركة السوق.
السكالبينج باستخدام مؤشر القوة النسبية
يُعد مؤشر القوة النسبية RSI من الأدوات الفعّالة في المضاربة السريعة، حيث يساعد المتداولين على تقييم قوة حركة السعر، وتحديد مناطق التشبع في الشراء أو البيع.
عندما يتجاوز المؤشر المستوى 70، فهذه إشارة على حالة تشبع بالشراء وقد يتبعها حركة تصحيحية هبوطية. أما نزوله عن المستوى 30، قد يشير إلى تشبع بالبيع وبالتالي احتمال حدوث حركة تصحيحية صاعدة.
المتداولون يستعملون هذه الإشارات لتحديد مستويات فتح أو إغلاق صفقات التداول، للاستفادة من التقلبات السعرية الصغيرة و السريعة.
ما الذي يجب أن تعرفه قبل أن تتداول بالسكالبينج
هناك عدة أمور جوهرية يجب أن تفهمها جيدًا قبل الخوض في عالم السكالبينج الحافل بالتحديات.
أولاً، من الضروري أن تكون على دراية وافية بالأسواق المالية. يشمل ذلك فهم الأصول المالية المختلفة، وساعات التداول، والعوامل الاقتصادية التي قد تؤثر على الأسعار.
كما أن القدرة على تقييم المخاطر أمر بالغ الأهمية، فنظراً للطبيعة السريعة للتداول باستراتيجية السكالبينج، يتعرض المتداولون لمخاطر عالية، تشمل تحركات السوق السريعة، تكاليف المعاملات، وزيادة معدلات التقلب.
كما أن إتقان التحليل الفني ضروري، فيجب أن يكون المتداول ملمًا إلمامًا كاملًا بطرق استخدام المخططات البيانية والمؤشرات الفنية وأنماط الأسعار، وأن يتمتع بالقدرة على تفسير هذه المعلومات بسرعة لاتخاذ القرارات.
يُنصح بشدة بالتدرب باستخدام حساب تجريبي قبل التداول بأموال حقيقية للتعود على منصة التداول واختبار الاستراتيجيات دون المخاطر بخسارة رأس المال.
كما أن إدارة المشاعر جانب مهم للغاية. فنظرًا للضغط الشديد الناتج عن المضاربة السريعة، فإن التحلي بالانضباط العقلي للتحكم في العواطف وتجنب ردود الفعل المتهورة أمر لا غنى عنه.
ومن الأساسيات أيضًا وضع إستراتيجية محددة تشمل قواعد خاصة بفتح وإدارة وإغلاق الصفقات بالإضافة إلى قواعد لإدارة المخاطر. كما أنه من الضروري وضع خطة واضحة للتداول تحدد أهداف الربح وحدود الخسارة.
كما أن متابعة الأخبار الاقتصادية أمر مهم للبقاء على إطلاع بالأحداث التي قد تؤثر في الأسواق. وأخيرًا، لا بد من تقبل التكاليف المرتبطة بالتداول السريع نظرًا لكثرة المعاملات.
هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية. رأس مالك في خطر؛ يُرجى التداول بمسؤولية.
الكاتب
Paul Reid
Paul Reid صحفي متخصص في القطاع المالي يكرس خبراته العملية في البحث عن الأسرار الخفية التي يمكن أن تمنح المتداولين مزايا فريدة. يركز Paul بشكل أساسي على سوق الأوراق المالية، لتحديد التحولات الرئيسية في الشركة معتمدًا على خبراته الكبيرة في أسواق المال والتي تمتد لأكثر من عقد من الزمن.